مسح الوجه في الدعاء

( عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ: - كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا مَدَّ يَدَيْهِ فِي اَلدُّعَاءِ, لَمْ يَرُدَّهُمَا, حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ -
أَخْرَجَهُ اَلتِّرْمِذِيُّ .

وَلَهُ شَوَاهِدُ مِنْهَا: ومنها حديث ابن عباس عند ابي داود وغيره ومجموعها يقضي بانه حديث حسن


قال الشيخ محمد صالح العثيمين في شرح هذا الحديث:

... أخرجه الترمذي وله شواهد؛ و [ شواهد ] يفيد أن له شواهد لأننا لا نحتاج إلى الشواهد غالبا إلا لتجبر النقص وهذا الشاهد ما ذكره عن ابن عباس، وفي هذا الحديث دليل على أن إذا فرغ أحدهم من الدعاء وقد رفع يديه ينبغي أن يمسح بهما وجهه ،

وإذا ثبت هذا الحديث فإنه من باب التعبد لأنه لو كان يمسح جميع البدن لقلنا إن هذا من أجل أن تكون بركة الدعاء تشمل جميع البدن كما كان الرسول يفعل ذلك عند النوم في الإستعاذة يمسح وجهه وما استطاع من بدنه؛ لكن الوجه فقط ( أنا لا أعلم الحكمة من ذلك ) والله أعلم، لكن الحديث يقول ابن حجر ـ رحمه الله ـ : مجموع الشواهد يقضي بأنه الحديث حسن؛ لكنه حديث حسن لغيره، وأنت إذا تأملت المواضع التي كان الرسول يدعوا فيها وجدت ان الأحاديث الصحيحة لم يذكر فيها المسح إطلاقاً ،
رفع الرسول في مواضع؛ في الخطبة عند الإستسقاء وكذلك في عرفة وفي المزدلفة وعلى الصفا وغير ذلك كل هذه الأحاديث الصحيحة على كثرة ما ورد من رفع اليدين لم ينقل أنه كان يمسح وجهه في الأحاديث الصحيحة إلا في هذا الحديث ولهذا قال شيخ الإسلام ( إن مسح الوجه بالدين بعد الدعاء بدعة )
وأن الشواهد الواردة كلها ضعيفة لا ينجبر بعضها ببعض ) وعلى هذا فالمسألة تكون اجتهادية ،
من رأى أن هذه الشواهد يجبر بعضها بعضاً قال إنها سنة، ومن رأى أنها لا تجبر بعضها بعضاً لشذوذها وكثرة الأحاديث التي فيها الرسول كان يدعوا ولم ينقل أنه يمسح وجهه قال: أنها ليس بسنة، ثم قال: ( إنها بدعة ) كشيخ الإسلام ، ولعل قائل يقول : نحن لا ننكر على من مسح ولا ندعوا إلى المسح ،
لا نمسح لعدم ثبوت السنة عندنا ، ولا ننكر على من مسح اتباعاً لبعض العلماء الذين جعلوا مجموع هذه الأحاديث يرفع الأحاديث إلى درجة الحسن مع أنه حسن لغيره وليس لذاته . والله أعلم



شرح الشيخ عثيمين رحمه الله لكتاب الجامع باب الدعاء من بلوغ المرام